انعقدت يوما الاثنين والثلاثاء 23 و24 أغسطس (اوت) 2021م فعاليات المؤتمر الدولي الأول عن “الدراسات الإيرانية: ماضيها، حاضرها ومستقبلها”، والذي نظمه مركز الدراسات الإيرانية بإشراف مركز الوثائق والمكتبة الوطنية بالجمهورية الإسلامية الإيرانية.
تناول المؤتمر بالدراسة محاور عدة مثل الدراسات الإيرانية في أرجاء المعمورة، المراكز والتيارات الفكرية المعنية بالدراسات الإيرانية خارج إيران، الدراسات الإيرانية بين الجزر والمد، الباحثون في الشؤون الإيرانية (التعريف بهم وبانتاجاتهم)، مراكز الدراسات الإيرانية في العالم، دراسة حياة وأعمال علماء إيران في المجال الدولي، التبشير المسيحي الأوربي ودوره في الدراسات الإيرانية، مكانة علم إيران في الدراسات الموسوعية والمرجعية، المخطوطات الفارسية على الصعيد الدولي..
وجرت أشغال المؤتمر باللغتين العربية والفارسية، وبمشاركة كثير من الباحثين من أنحاء العالم العربي والإسلامي (إيران، تونس، الجزائر، العراق، ليبيا، الأردن، السودان، نيجيريا، مصر، النيجر)، وعرفت حضور باحثين من جنسيات مختلفة.
وقد ابتدأ المؤتمر جلساته بتلاوة آيات من القرآن الكريم، وإلقاء النشيد الوطني الإيراني، ثم الكلمات الافتتاحية التي تداول فيها كلّ من سعادة الدكتورة أشرف بروجردي رئيسة مركز الوثائق والمكتبة الوطنية، وسعادة الدكتورة فاطمة جان احمدي مساعدة شؤون البحث والمصادر الرقمية بالمكتبة وأمينة المؤتمر، وكذا سعادة الدكتور علي محمد طرفداري رئيس قسم الدراسات الإيرانية بالمكتبة والأمين التنفيذي للمؤتمر.
ودارت الجلسات العلمية حول عدة محاور وموضوعات ارتبطت بمضمون المؤتمر، وكانت إجمالا مداخلات قيمة وثرية من حيث المحتوى والتوجه، تناولت مثلا مداخلة الدكتور شوكت حسين من الأردن إيران الإسلامية بعيون غربية (اسبانيا نموذجا)، وتدخل الدكتور قدوري عبد الرحمان من الجزائر في ذات السياق بموضوع عن جمعية SEI للدراسات الإيرانية باسبانيا ودورها في التعريف بالعمق الإيراني واثبات الوجود على الساحة الدولية، أما مداخلة الدكتورة الهام معتصم البشير من السودان فقد عالجت الحياة الاجتماعية والعلمية والدينية الإيرانية بعيون مغربية (رحلة ابن بطوطة أنموذجا)، وكانت مداخلة الدكتورة نفيسة دويدة من الجزائر عن شخصية المفكر الإيراني علي شريعتي وصلته بالثورة التحريرية الجزائرية (قراءة فكرية تاريخية)، في حين جاءت مداخلة الدكتورة فاطمة جان احمدي عن الإيرانيين في شمال إفريقيا من الفتح الإسلامي إلى غاية انهيار الدولة الفاطمية (دراسة تحليلية)، أما مداخلة الدكتور ابوبكر توري من النيجر فكانت عن موضوع التغلغل الإيراني في غرب إفريقيا، وكانت مداخلة الدكتورة بتول مشكين من إيران عن الحضور الإيراني في البلاطين الحمداني والفاطمي، وكذا تناولت مداخلة الدكتورة معصومة حسن زاده من إيران تجليات العقيدة الإسماعيلية في شعر المؤيد في الدين الشيرازي، هذا بالإضافة لمداخلات أخرى عن الفكر السياسي الشيعي وأثره في تكوين سياسة إيران الحالية، وفكرة القابلية للاستعمار بين ما بين مالك بن نبي وعلي شريعتي، وغيرها من المداخلات المهمة التي تباحثت في جوانب الموضوع بشكل علمي وموضوعي، وكان النقاش والتعقيب والإثراء حاضرا بين الجلسات مما زاد من القيمة العلمية للمؤتمر، وساهم في تعميم الاستفادة بين الحاضرين.
كما انعقدت على هامش المؤتمر جلسات حوارية ونقاشية مكملة، هدفت للتباحث في توسيع نطاق التعاون بين الأطراف المعنية بارتقاء الدراسات الإسلامية عموما، ودراسة إمكانية التبادل الطلابي والبحثي بين المخابر والجامعات والمراكز ذات الاهتمام من خلال مبادرة الأساتذة المشاركين، وهي أبرز التوصيات التي خلص إليها المؤتمر، خاصة بالنظر للواقع الذي تعيشه المنطقة العربية والإسلامية من تأثيرات في مجال البحث العلمي الأكاديمي، والتي أكد المؤتمرون بخصوصها على ضرورة الابتعاد عن التداعيات السياسية والدينية التي يمكن أن تعيق أي تعاون علمي، وأوصت لجنة التوصيات والاستشارة النهائية بضرورة نشر أبحاث المؤتمر في كتاب ذو رقم معياري دولي، والعمل على وضعه وتوزيعه على مستوى المكتبات المختلفة يكون منطلقا للمبادرات القادمة المأمولة.