أجرى الحوار/ كيرلس عبد الملاك
أجرت منصة رؤى شرق أوسطية حواراً مع الناقد الأدبي فاضل ثامر، وهو الرئيس السابق للاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، وقد تناول الحوار تسليط الضوء على الوضع الأدبي والثقافي في الشرق الأوسط عامة وفي العراق خاصة.
كيف تقدم نفسك للقاريء؟ وما هو تاريخك الأدبي بإيجاز؟
بدأت مشواري النقدي منذ ستينات القرن الماضي، حيث بدأت بنشر بعض الدراسات النقدية في عدد من المجلات الأدبية العربية والعراقية مثل مجلة الآداب اللبنانية، ومجلة الكلمة العراقية، فضلاً عن ترجمات نشرتها في مجلة الثقافة الجديدة العراقية، كما كانت لدي بدايات متواضعة عام ١٩٥٧. وبرغم أنني كنت قد جربت أغلب ضروب الكتابة الشعرية والقصصية، فضلاً عن الترجمة، إلا أنني وجدت في نفسي ميلاً جارفاً لكتابة النقد الأدبي. وأنا مدين كثيراً لسنوات التكوين والتأمل، وهي الفترة التي أمضيتها في السجون العراقية سجيناً سياسياً بعد الانقلاب الفاشي في الثامن من شباط عام 1963.
كيف ترى وضع الأحوال الأدبية والثقافية في الشرق الأوسط وخاصة في دولة العراق في الوقت الحالي؟
النشاط الثقافي في دول الشرق الأوسط عموماً وفي العراق بشكل أخص لا يجد دعماً حقيقياً بل يواجه في الغالب رفضاً من قبل السلطات الحاكمة، حيث تميل هذه السلطات إلى تكفير الثقافة والفكر والأدب، وتأثيم المفكرين والأدباء بحجج واهية، وتفرض عليهم سلسلة من التابوات والممنوعات. مع ذلك، يواصل الكتاب نشاطاتهم الثقافية بصورة فردية أو من خلال اتحاداتهم ومنظماتهم الأدبية.
ما هي أبرز وأهم التحديات التي تواجه الأدباء والأعمال الأدبية والثقافية في العراق في العصر الحالي؟
-هناك الكثير من التحديات منها غياب الحرية والتهديدات التي يتلقاها الكتاب والتي تعيق حرية التعبير. كما أن غياب الدعم المادي والمعنوي يحد من إمكانات النشاط الثقافي.
هل الأحوال السياسية مؤثرة على وضع الأدباء في العراق في الوقت الحالي؟ وكيف يمكن تخطي هذا الأثر إذا كان سيئاً؟
بالتأكيد تترك الأوضاع السياسية تأثيرات سلبية على الحياة الثقافية لكن الكتاب يناضلون من أجل انتزاع حقوقهم المشروعة. كما أنهم يسهمون في رسم خارطة عراق مدني ديمقراطي معافى من أمراض العنف والتشدد والطائفية والإرهاب ويؤمن بالتسامح والتعددية ويحترم مبادئ حقوق الانسان.
في رأيك، كيف يمكن الرفع من الحس الأدبي والثقافي في العراق خاصة وفي الشرق الأوسط عامة؟
تشجيع القراءة وارتياد الفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية مثل المهرجانات المسرحية والأدبية سوف يساعد على رفع مستوى وعي المواطن، ودفعه لأخذ زمام المبادرة بيده وإقصاء العناصر الفاسدة والطفيلية من المشهد السياسي والاجتماعي.
لما لك من تاريخ في البحث العلمي فيما يتعلق بالنقد الأدبي: في تقديرك.. ما هو وضع البحث العلمي في العراق؟ ما هي التحديات والآليات المطلوبة للرفع من الاهتمام بالبحث العلمي؟
البحث العلمي الجاد مازال محدوداً ومهمشاً، ويتعين على المؤسسات الجامعية والثقافية أن تسهم في رفع مستوى البحث العلمي ليكون في خدمة المجتمع.
باعتبارك مواطناً عراقياً مر بالعديد من الأحداث والتطورات السياسية.. كيف ترى الوضع السياسي الحالي في العراق؟
مازال الوضع السياسي متخلفاً، ولم تتحول الديمقراطية إلى ممارسة حية وجذرية، ومازالت سياسة المحاصصة الطائفية والفئوية مهيمنة على الممارسة السياسية، مما يتطلب إعادة النظر في النظام السياسي بما يكفل بناء دولة المواطنة والعدالة والحريات المدنية والديمقراطية.