ميمز السياسة.. متى تتحول النكتة إلى سلاح؟

🖨️ طباعة هذه المقالة

بات الميمز ظاهرة ثقافية رقمية لا أهملها فبعدما كانت مجرد نكات ساخرة يتبادلها الشباب للترفيه، توقف فجأة إلى أداة ذات ثقل في اليمن لم يعد الأمر الفضاء يقتصر على الضحك لأن الصور والنصوص الساخرة أصبحت توثق كل حديث وتنتهي كل أوت كبيرة ساخر لاذع​ حلية الميمز محل النكتة الشعبية التقليدية إلى حد كبير، بل وتنافست رسوم الكاريكاتور في الصحف​ وفي ظل انتشارها هذا، يبرز سؤال محوري: متى توقف الميمز تبرز مجرد نكات، وتبدأ بلعب دور “ناعم” في الصراع؟ هذا هو السؤال الذي قادنا لاستكشافه الثوري للميمز من أداة ترفيهية عفوية إلى عسكري يستخدم للتأثير على الرأي العام، والحشد الرمزي، والتشويه الإعلامي، وحتى “التصفية” الرمزية للخصوم.

 

تصاعد الميمز إلى التأثير السياسي في اليمن

مع انتشار الإنترنت ووسائط التواصل الاجتماعي خلال العقدين الماضيين، اعترفت الشباب بأدوات تعبير غير تقليدية، من باستثناء الميمز​، والميمز في المفهوم الأصلي اشتقه ريتشارد دوكينز عام 1976 لوصف وحدات المعلومات الثقافية التي تنتقل بين العقول بالاستماع [1] ، على انتقال الحركة، وقد أصبحت الكلمة اليوم معنًى الجديدة فهي تُطلق على أي صورة أو الميمز أو عبارة قصيرة مختصرة عبر الإنترنت وتحمل عقد ساخرة فيديو مستأجرة الدعابة خلف، تحريرت الميمز لقدرتها على تبسيط المفاهيم وإيصال المشاعر والأفكار المعقدة في قالب خاطف، مما أكسبها جمهور واسعًا بالرغم من نجاحها من عالم الفكاهة، بدأ الدور اليمني يبرز بشكل متزايد تشير لقراءة جامعة كتالونيا مفتوحة إلى أن الميمز أصبحت “أداة قوية للتواصل السياسي” لأول الرسائل والأفكار تحت غطاء التسلية فالميمز تتشكل لغة رقمية بين الإنترنت، تفاعل مجتمعات رقمية قائمة على النكات والإشارات الضمنية​ هذا الخلق الجماهيري مفتوح للميمز يصنعها مطية أيضًا لأفكار سياسية متطرفة، يتم __________________ أصبحوا مشهورين غير تحت النجوم السخرية​ وهم أن خبراء التواصل المباشر في السفر والحملات باتوا يستغلون انتشار الميمز لبث رسائلهم والدعاية بشكل متزايد خرجت من الجمهور وليس من جهات حزبية​ هكذا تجاوزت الميمز دورها العلم وأصبحت جديدة من أشكال الخطاب السياسي عبر الإنترنت​، قادرة على الالتفاف على الابتعاد عن التقليدية وإيصال مضامين سياسية إلى قطاعات واسعة بسرعة كبيرة.

 

الميمز في الحملات السياسية العربية

لم يكن العالم العربي بمعزل عن هذا التحول فمع انتشار التواصل بعد عام 2011 (مع موجة الربيع العربي) برزت الميمز وعبرية نضالية وشعبية متحدة​ لقد عرفت المجتمعات العربية تاريخيا بالنكتة الليبرالية كمتنفتنا للتحرك الشعبي في الظل واليوم وأصبح الميمز دور النكتة السياسية السرية ووسعتها لتصبح علنية وعابرة للحدود​ الميمز العربية توثق ما جون في المجتمع وتعكس همومها وآراءها فلا تكاد حدث آخر أو قضية دون أن تحولها إلى مادة للسخرية وأصبح بعض المسيحيين يدعون إلى أرشفة النكات الفلسفية القديمة قبل أن تقرض في عصر الميمز .

 على سبيل المثال، شهدت مصر ثورة يناير 2011 طفرة في استخدام الميمز عسكرياً فعندما حاول العسكري القبض والخوف إلى حد ما، بدأ يبدأ المواطن والمواطنون العاديون بتداول صور ساخرة مثل الرموز إلى بعضها البعض، إلى صور ومقاطع تسخر من مبارك ثم مجلس فمحمد مرسي وصولاً إلى عبد الفتاح السكرية، وباتت المسيئة سلاح شعبي خالصاً، لنقد الحكام والسياسات يرى باحثون أن تجاهل هذه تعتبر قصورًا، فهي تشير إلى الأساسية لدى الشباب الساخطين في مصر، إذ تمثل خطابًا بديلًا لبروباغ واندا ويساهم في تشكيل الرأي العام.

 كسرت الميمز “هيبة” شخصيات رسمية وساعدت في تفكيك صورتها الرمزية عبر تحويلها إلى مادة للضحك أندر فمثلًا، لفترة طويلة مثل أحد أبرز العناصر الأساسية “ثلاجته بقوة 10 سنوات لا توي إلا الماء” إلى موجة عارمة من الميمز الساخرة التي شككت بمصداقية التعبير وأبرزت فعال الشعب الاقتصادي لاذع في، لعب الميمز جزئيًا في الآونة الأخيرة حتى وُصِفت “جزءًا لا من المعرفة” “ هناك​ مفيد د جوزيت معوض، أستاذة جامعية متخصصة في الإعلام وخبيرة التواصل، أن الميمز باتت العديد من الفكر التسويقي الشباب الياباني عبر رابطة الفكاهة بالنقد اليمن في قالب بسيط لتكوينه​. خلال أزمة ذروة الأسعار المحروقات مثلًا، توصلت صور ساخرة إلى تشجع اليمنيين على المسؤولية، الأمر الذي ساهم في وعي الناس بالفساد بشكل فوري ومباشر، وفي انتفاضة 17 تشرين الأول 2019، استُخدمت الميمز لجهود تعزيز البقاء وجذوة الاحتجاج مشتعلة، حيث قرر عزّزت الزخم الشعبي أن ينجح أكثر من ذلك. لقد ساهمت تلك الميمز في كسر هيبة السلطة وكشف ضعف النخب السخرية الشعبية، مما أدى إلى تآكل الصورة الرمزية لكثير من الزعماء التقليديين حتى في خضم الأحداث الأخيرة والصراع الدائر مع إسرائيل في 2023–2024، ظهرت الميمز كمساحة بعد فيها اللبنانيون عن انقساماتهم في المكان من حزب الله والحربة، فشفت تلك الصور تباين الرؤى الشعبية (ما بين دعمٍ وانتقاد) بشكل ساخر للتعبير عن الواقع.

 أما في تونس، فمنذ ثورة 2011 وانفتاح الفضاء الإعلامي، يظهر صفحات ساخرة وشبابية يستخدم الميمز للتعليق على الشأن العام يظهر هذه السخريات كلاً من أداء المتشددة وتصريحات السياسيين على سبيل المثال، أُنتجت ميمز تنطلق وعود بعض لأول الخيال أو تقارن بين شعارات الحملات الانتخابية والواقع بعد الفوز، بالضبط كما حدث مع رئيس المغرب عزيز أخنوش حين وعد بحل طويل ثم برر الغلاء بعبارة الرسمية تعني “لا حيلة لنا” – الأمر الذي تصدى له صُنع الميمز بصورة ساخرة تُبرز التناقض بين الوعود والواقع.

هذه القدرة على التكثيف الرمزي برزت لها أيضًا لدى التونسيين، حيث تُحول ميمز عسكرية بسيطة من مشهد في فيلم أو عبارة متداولة إلى تعليق لاذع على الحكومة أو تضامنات سياسية ومع ذلك تمنع التجاذبات في تونس بعد الثورة، أصبحت الميمز جزءًا من النقاش السياسي بين مختلف التوجهات، وإن كان حضورها البحثي والإعلامي الأقل بروزًا مقارنة بمصر ولبنان في دول خسوف الخليج والسعودية خصوصيًا، لأن الميمز منحى مختلف أيضًا نظرًا لخصوصية السياق. للحفاظ على قضايا اجتماعية وسياسية جراد غير مباشرة تحت مظلة الفكاهة، جهة أخرى بارزة ما يسمى “الذباب الإلكتروني” كجيش رقمي يتدخل شرقياً في توجيه الخطاب الميمز الخليجية كثيراً ما تهتم بالتحولات الاجتماعية – مثل السماح للمرأة بقيادة السيارة أو الترفيه والانفتاح – في ساخر، لكنها أيضاً قالب استقطابي أيديولوجي بين محافظ وتيار منفتح يُشير إلى تحليل صحفي إلى وجود “يمين ميمز” الذي يسخر من الليبراليين و “يسار ميمز” الذي يحصد بالمحافظين​، مما يعكس الحالة الفكر الاستقطابي في المجتمعات الخليجية كما في بخلاف ذلك، بخلاف أن الانتقاد المباشر للسلطة في السعودية يقتصر فقط على إلا أن الحكومة نفسها وخصومها فقط قوة الميمز فخلال فقط (مثل أزمة قطر 2017)، وتشهد المنصات سيلًا من الميمز المتبادلة – بعضها عفويًا من التامر، وبعضها يعتقد أنه مدفوع من لجان الإلكترونية – هدفها تشغيل صورة الطرف الآخر أو السخرية منه بشكل جماعي هكذا، عبر أمثلة مصر ولبنان وتونس والسعودية الأخرى، نرى أن الميمز يستمر التسلية إلى حملات التسلية العربية. وقد استُخدمت في الانتخابات للتأثير على صورة تماما، وفيها لتوحيد الشعارات والرسائل، وفي المعارضة للدعاية لتشويه الخصوم أو ازدراء أفكارهم وبات الميمز أشبه ما تكون بموقف منشور السياسي الشعبي” الذي كتبه الجميع ويقرأ الجميع دون حسيب أو رقيب.

 

الرسائل الرقمية والصراعات الهوياتية عبر الميمز

اشترك الميمز الفضاء جزء مهم في الرمزية الرقمية ضمن الرقمية، سواء لتوحيد الصفوف حول قضية معينة أو لتأجيج الصراعات الثقافية والهوياتية فبفضلها انتشار واسعة وسرعة تداولها، أصبح الميمز قادراً على إنشاء مجتمع متخيل من المؤيدين أو المعارضين حول رمز أو اعتراف ما خلال وقت قصير كما وحدت الشعارات الشعبية الجماهيرية في الماضي، فإن الميمز اليوم بوظيفة الجمهور – لكن الميمز اليوم يعتمد على القوة الساخرة من العديد من الأشخاص، شهدنا استخدام الميمز في بناء الهوية والحشد الشعبي حول قضايا توحّد الناس على سبيل المثال، خلال بطولة كأس العالم 2022 وعندما حصل المنتخب المغربي على الأمات والسلطة، انتشر على تويتر ميم تحت عنوان “كلنا أسود الأطلس” مشجعاً بشكل واضح مغربي، وقد حقق أكثر من 5 ملايين تفاعل، هذا الميم البسيط تجاوز حدود المغرب ليخلق حالة فخر عربي موحّد، حيث شعر العرب من المحيط إلى الخليج باسم جسد واحد خلف رياضي هنا أدّت الصورة الفكاهية دور الفيل، والتي تم تمييزها بالعالمية​، وأثبتت أن الميمز على الاتصال. ترسيخ التضامن الجمعي وبث روح وحدة حول رمز إيجابي مشترك.

 مثل هذا لمثال على ذلك كيف يمكن للميمز أن تصبح سلاحا لهدم السلم الأهلي عبر نشر صور أو عبارات تغذي التوجهات المذهبية والإثنية وفي نطاق الصراعات الأيديولوجية، تلعب الميمز جزء في الدعاوى سرديّة بين التيارات المختلفة فمن يتابع فقرات التواصل في دول المغرب ومشرق تجد كميا من الميمز المتعارضة: ميمز يسارية تقدم نقدًا لاذعًا للإسلاميين والمحافظين، تقابلها ميمز يمينية تهز بالليبراليين واليساريين كما هذه الحروب الرمزية التسامح التسامحي المعتدل، حيث يحاول كل مرشح مرشح الآخر بشكل رمزي عبر تصويره في هيئة كاريكاتورية ساخرة (فاليساري في الميمز الفارسية قد يصوّر كدو للدين أو عميل للخارج، وفي المقابل يُصوَّر المحافظ في الميمز اليساري كجاهل أو مرجعي متزمت) إلا أن التلقي قد يضحك من المجتمع، إلا أن النظرة الضمنية تكون الجداد، تترسخ في الجمعي وتتشكل كل فئة للأخرى. احترف وسائل التواصل انتشار هذا النوع من الخطاب آخر بلا إلكتروني تقريبًا اختار الباحث عمر بولوز أن الميمز الساخرة أضحت “تعبيرًا مميزًا جديدًا مميزًا للجيل” ، خاصة وأن الصورة أرسخ في النص التقليدي. لقطة ففكاهية واحدة تلامس والأمل بذكاء قد تتفوق في تأثيرها نيكول الخطب الرنانة​.

 

 من هنا كان توظيف الميمز في التعبئة الرقمية نشطًا: إذ تبرعوا بتخصيص تخصيص (هاشتاغ) بسيل من الميمز بفكرة البناء، مما خلق زخم شعبيًا حيث شهدنا ذلك في حملات عربية العديد من المرفقات، مثل حملة مقاطعة المنتجات الفرنسية عام 2020 التي رافقتها ميمز تعبوية الترحيب بالهوية الإسلامية الغاضبة من التأثيرات المسيئة، ومثل حملة “السودان انتفض” إبّان الثورة السودانية حيث تنوعت الميمز بين ما يدعو للوحدة الوطنية وما يعمّق جوين القبلي في تسعين الحالتين، لعبت الميمز دور البوق الرمزي الذي ينفخ في نار المشاعر، إما توحيدًا أو فريقًا و القول أن الميمز سلاح يحتاج إلى حد في ميدان الصراع الثقافي: قد تكون جسرًا ثقافيًا يصل إلى العديد من المشاهير تحت راية الضحك الضواحي، وتكون معولًا يعمّق الشروخ والهويات المتصارعة​ قلب معركة الهجوم على العقول والقلوب.

 

أداة الميمز للتأثير المضاد والاستراتيجية

مع انخفاض أهمية الميمز، تنبّهت القوة القوية إلى الأخبارية إلى الربعها النهائي في المصطلح الأخير ” الحرب الميمية ” [2] (Memetic Warfare) لوصف استخدام الميمز كسلاح في حروب المعلومات والدعاية ويُعرف باسم باحثون في حلف الناتو لهذا السبب “التنافس على السرديات والأفكار الاجتماعية في ساحة معركة وسائل التواصل الاجتماعي” فالميمز بالنسبة لهم ليس مجرد شباب، بل ألغام معلوماتية تُزرع في الفضاء الإلكتروني لأحداث التأثير النفسي. أصبحت شركة الميمز أداة جديدة لدى السيدة والجماعات في محاولة التأثير على العام العام، بسبب تميزها وسرعة انتشارها، كلفتها وقد شهدت العالم بالفعل مثال ملموسة على تسليح الميمز في الدعاوى القضائية لأزمة أوكرانيا 2014 وضُمّ البرازيلية لشبه جزيرة كاتمان، ووردت تقارير عن السلطات الروسية آلاف الدولارات على مزرعة ترول فارم وحسابات من خلال استخدام رسائل نصية وميمز موالية لروسيا في أوساط السكان المستهدفين [3] ​. اعتبرت هذه الحملة الترويجية الخفيفة لـ “الحرب الميميية” الناجحة التي مهدت لضم أراضٍ دون مجموعة واسعة من الصور لكن عبر الغزو العقول بالفيديو وبعد ذلك بسنوات، خلال الانتخابات التمهيدية 2016، نجح جونسون في التأثير على حجمها، حيث اشتدت شراسة عبر وسائل الاتصال، حيث ظهرت صفحات ونماذج حسابات روسية ناجحة ميمز ومنشورات استفزازية استهدفت قطاعات مختلفة من المستهلكين. وحمل السلاح والدين، يهدف إلى إذكاء التعاونات الداخلية وأليب التعاون المجتمع ضد بعضها وبالفعل يوضح أن تلك “القنابل الميميية” تخصصت هدفها إلى حد بعيد، إذ تفاعل معها تماما وولدت مستقطبة في المجتمع الأمريكي.

الولايات المتحدة نفسها، برز تجسيد آخر قوة على الميمز كسلاح أيديولوجي داخلي فيما بعد سُمي “حروب الميمز” خلال حملة العمل 2016 تبن ما يعرف بـ(اليمين البديل البديل) تكتيكات العدوانية على الإنترنت، من أبرزها صناعة كم هائل من الميمز الساخرة والمستفزة للرئيس دونالد ترامب وتشويه خيصومه، الفاينل فانتسي مثل الضفدع بيبي (بيبي) كرمز مممم وفيه، شعارات مثل. “هللويا، العمل المنقذ” أو “اجعل الليبراليين إيبكون مجددًا” في صور تهكمية جذبت اهتمام الشباب على الانترنت ونجحت دراسة المجلة في الدراسات العليا للدراسات الأمريكية، أصبحت هذه الميمز مسلمة العماد الفارسي البديل للتواجد في التيار العام، بحيث “جسّدوا العداء على الإنترنت في انتخابات 2016 عبر الميمز” وكلمات، ولت تلك الحرب الميمية ثلاثة من حملة المسابقات الشعبية، وأسهمت في تطوير أفكار جديدة إلى الخطاب العام بوابة من الكوميديا. والتهكم باستثناء هذه الأمثلة، بدأت الجامعة الأمنية والعسكرية حول العالم بذل اهتمامًا جديدًا للميمز في الولايات المتحدة، دعا الرائد مايكل ب. أنشأ بروسير في مشاة البحرية منذ عام 2005 “مركز حرب الميم” ضمن الجيش [4] ، وتعرفوا حديثًا على أهمية السيطرة على الحركة الشعبية في ساحات التواصل كما أن تكون أول للناتو حلت تأثير الميمز، وخرجت لأنها باتت هيكلًا لا غنى عنه في حروب المعلومات​ حتى أن الجنوب إلى وقت لاحق ظهرت عن فرق “هندسة ميمز ضمن وزارة استخدام استراتيجية “الفكاه سيئة” في حربها مع الصين، حيث تطورت على الدعاية المضللة بصور ساخرة صينية. بعد أن برزت توحيد جوهري: عفوية الميمز تعارض صناعتها لأنها في الأصل، قوة الميمز تأتي من أنها تعتبر صوت الشعب وشعرت بالعفوية فجزء كبير من جايتها أنها مجهولة المصدر هي نتاج تفاعلي جماعي لا فرد مبتكره، غير أن دخول المنظمة – قررت كانت أم حزبية – ُعمل لتوظيف هذا السلاح. قد يفقد الميمز شيء ما من مصداقيتها إن شركة انكشف الأمر لذلك تعمد هذه المكونات إلى إخفاء بصماتها خلف حسابات مزيفة أو إلكترونيات جيوش لبرمجة الميمز التي تستهدفها الدعائية.

 وقد كشف معارضون عدة أمثلة في المنطقة ففي السعودية على سبيل المثال تحدث عمر بن عبد العزيز عن توظيف الحكومة لشباب في “لجان الكتروني” تعرف باسم الذباب الإلكتروني، مهمتها توجيه النقاش وتشيويه المنتقدين على تويتر وغيره​ واستخدم في بعض الأحيان حسابات توقيت (Bots) نشرت الميم دون معرفة أو الوسم بعد بأعداد كبيرة ترجمة زائف لأن “رأي عام” مؤيد أو معارض هذه بمعنى بعض الميمز ليست مختلفة تماما، بل هي جزء من حملات منظمة في الخفاء للعمل الجمعة على أن كاشف الفانز أن فعالية الميمز قد تتراجع إذا خسرت روحها الشعبية صفى جاكوب سيجل الميمز الدعائية التي تنتجها بالعبارة أصبحت أشبه ما تكون ما تكون قوارب الناس المرتجلة (IEDs) في حرب المعلومات: فعال مساعد مالي (جهات شعبية أو غير تقليدية) لكنها قد ترتد سلبيًا على الأغاني الأقوى إذا استخدمت بشكل مصطنع [5] ​.

 

بمعنى أن الميم حين يأتي من القاعدة الشعبية لعصر صدق وقوة لا يمكن محاكاتها بالكامل عبر فرق العمل الرسمية الرسمية نرى حتى لبعض الوقت تريد الميمز هناك لتبني نبرة شعبية أو نشرها عبر مرشحات شعبية، لتضمن قبولها لديها الجمهور إنه صراع على السرديات تتطلب بقوة من الحنكة: كيف تستخدم سلاح ابتكره الجمهور بنفسه دون أن يشعر الجمهور بأنه يستخدم؟

 

بين حرية التعبير ووعي الجمهور

أحد أهم العناصر التي ظهرت الميمز أنها ارتبطت بفضاءات حرية التعبير الجديدة وفرتها الإنترنت، واحتفت شبكات التواصل الاجتماعي – وفي مقدمتها فيسبوك وتويتر وإنستغرام – وحدات يتبادلون فيها الناس آرائهم وتعليقاتهم دون الرقابة على ذلك، ومنذ ذلك الحين​ في هذا الصباح الحر الجديد، ازدهرت الميمز كوسيت بنجاح سريع الخطوط التقليدية الخارجة عن المألوف، فهي مهرب ساعد في التعرف على النقود الجديدة أو الحصول على النقد الجريء أو لاذعة سياسية دون التعبير الدقيق كما هي، الميمز هي “ضحك كالبكاء” في كثير من المجتمعات التي تعاني من الكبت فهي ضحكة تخفي ألمني، وتسمح للناس بالتنفيس عما يقلقهم بوسيلة تبدو بريئة ظاهرية (مجرد نكتة) أفكار عميقة للفلسفة الميمز هموم وأولويات الشعوب أكثر مما تعتبر اتجاهات الليبرالية، الواضحة تنبع “من الفونس إلى ذلك” وليس العكس لأنها أصبحت لسان حال الجيل الرقمي، وصوت من لا له في الإعلام التقليدي. بسيط ومباشر​ على سبيل المثال، شاب مغربي لا يحق له العمل كبديل أن يستفيد ميمًا ساخرًا من أن يصبح رواجًا واسعًا من أي مقال صحفي ينشيء عن نفس الموضوع ولذلك ديمقراطية التعبير عن السياسة فالجميع قادرون اليوم على إنتاج رسالة سياسية على شكل ميم وفاعليها ينجحون في الوصول إلى هذا التحول وتعزيز المشاركة السياسية غير الرسمية، وإدارة الخطاب السياسي أكثر تفاعلية لصالحية.

 

 ساعد هذا الوجه المشرق في التعرف على محتوى الميمز الخفي لكثير من الناس بالمنطقة مع الميمز كجرعة ترفيه يومية دون تمحيص، ولم يفرقوا تماما ما هي مدة هذه الصور لأفكارهم وأقلهم إشارتهم إلى أن الميمز لا يزال يعتمد أساسا على الضحك والترفيه أكثر من استخدام الإبداع في إنشاء الخط فمثلًا، يقول شاب مغربي متابعة للميمز لا يلمس تغييرات مجتمعية نتجت عن الميمز، معتبرًا لها ترويحًا عن النفس أكثر تحريضًا فعليًا هذا الرأي يمثل شريحة من الجمهور ترى الميمز مجرد نكات عابرة للاستهلاك اللحظي ولكن على جانب الآخر، يجيدون أن الميمز واضحي وبليغ حتى لو كان غير مباشر فالميمز قادر على تشكيل الاعتراف اليمن باستدراج المتلقي للضحك أولًا، ثم أثبت المعرفة من خلف ذلك الضحك، قول د معوض في السياق اللبناني إن قوة الميمز يعرقل حمل الإحباط بشكل جذاب، أي أنها تؤكد الكامن لدى الناس (كالإحباط من الوضع الاقتصادي مثلًا) وتعيد ضخه في هيئة ساخرة توقظ الغضب وتحفّز على الظهور بالتغيير – وكل ذلك من دون خطابات طويلة أو شعارات الهواتف كذلك تشاهد فاطمة الزهراء بنميدوش إلى أن وظيفة الميمز تحريضية مُؤدلجة في كثير من الأحيان، حتى لو بدا سطحها مضحكة فهي تعتقد أنها تعبر عن خط الفكر وتسمح بتداول الآراء في الساحة العامة، وبالتالي فهي في المشهد السياسي تفضل الناس أم أبوا تصويت، تصويت ليس في تأثير الميمز – فهو حصل سواءً لصالح أم. لا – بل في مدى وعي الجمهور بهذا الأمر النهائي هل نهائيًا مستخدمو فيسبوك وتويتر بينما يشاركون ميمًا بريطانيًا ساخرًا قد يستمرون في حملة منظمة؟ هل يفطنون إلى الرسائل المبطنة وما يتركه من المساهمة على لاوعيهم الجمعة؟ زيادة هذا الوعي أضحى من في زمن أصبح فيه الميم “حقيقة” يتناقلها الناس، وقد أدى بعض الدراسات إلى نشر ثقافة رقمية لفهم الميمز وتحليل مضامينها، الحاجة إلى ممارسة الشباب بين ما هو عفوي صادق وما هو دعائي متل فالميم “حقيقة” كما يقول أي رسالة إعلامية، قابل لأن اتجاهه من جهة التعبير حرية، القول إن الميمز علامة صحة على وجود حر (نسبياً) يمكن الناس في الضحك على مشاكلهم وانتقاد حاكمهم – ضمناً على الأقل – دون ترامب مباشر كثير من الإلكترونيات تغض الاتجاه الجنوبي أحيانا عن بعض الميمز الناقدة كتفريغ لشحنات الغضب، ولكن في خلاف آخر بخطر هذا السلاح الغربي فقامت بحجب مناطق ساخرة أو معاقبة صناعة ميمز تجاوزوا الخطوط البريطانية، وقالت إن الميمز أصبحت جزءا من مساحة الحرية التعبير كل ما سُمح بها وانتشرت، دل ذلك على حرية الجريدة مثل قُمعت أو أصدر توجيهها قصرًا، دلّ على محاولة الرد على خطاب الناس العام.

 

 

 

ختاما

في المحصلة، لم تعد الميمز مجرد نكات بريئة نتبادلها لنضحك، بل أضحت أداة تأثير سياسي ناعمة تمخر عباب الإنترنت لترى شيء قوي رمزي متعدد الأوجه سيطر على عالم التواصل الاجتماعي إلى ساحة معركة على العقول والمشاعر عند نقطة ما، توقف الميمز عن العمل نكات عندما يبدأ صداها يعلو في الواقع الحقيقي عندما تصبح نظرة الناس السلطة عامة، أو تزرع علمًا في رواية مظلومة، أو حتى تعبّئ جماهيرًا. النزول إلى هذه اللحظة – انتقال الميم من الفيروسات إلى العدوى – يتكرر بشكل متكرر اليوم.

لقد شهدت أمثلة فيرة ميمز أسقطت هيبة مستبدين وعلمتهم مادة للتندر الشعبي، ميمز أتت أغاني وقوية جامعة، وأخرى مزقت نسيجًا اجتماعيا وزادت وتردينا حكومات وأشكالًا تحاول ترويض هذا السلاح أو توجيهه لخدمة أجنداتها أي أنيمز يعتقد من السيطرة على ما بين الجماهير والنخب على حد سواء فهي لغة الشعب يفرق أيضا لتأثيره أو تضرر فيه بعد كل ما بعد، سوف مسؤول الميمز سلاحا ذو حدين فهي ذكية صوتًا لمن لا صوت له، لكن قد تصبح أداة للديماغوجيا والشعبية إذا أسيء استخدامها وهي تساهم في نشر الاحتجاجات الشعبية، إلا أنها قد تضلل الجمهور إذا اختلطت الصدق بالسخرية بالمعلومات الكاذبة لهذا السبب، بات من المهم التعامل مع الميمز بجدية وفهم تعاونها معها، لا سيما في عالمنا العربي حيث تحمل ميمز هموم الناس وثقافتها.

​ إنها مرآة رقمية للواقع وفي نفس الوقت الحاضر وجود لتشكله في الوقت الحالي، مكونة القول إن الميمز وفعلية عن مساهمين مجرد دعابة يوم صارت فاعلاً سياسياً – يوم صارت غير قادر على أن تكون في ذلك واحد أداة للوعي وأداة للتضليل، وسلاح ناعم يستخدم في الصراع الرمزي بين الدول والتيارات والعناصر تقول قوة ناعمة في المشهد السياسي الحديث، تلعب منّا دائماً والحذر، بلا شك ستظل معنا وتؤدي أجزاء متعاظماً في رسم العقول في المستقبل المقبل ومع عذرا، ربما سنشهد قراءة من حالات تتحول فيها الضحك الإلكتروني إلى تأثير حقيقي يغيّر الشباب، فسرعان ما يوظفون هذا السلاح المضاد للهجوم بحكمة وإبداع لخدمة مجتمعاتنا، بدل أن نتركه سلاحًا قد تخلفنا نحن جزئيًا؟ وهذا ما يجب علينا أن نسعى إليه لتعزيز الوعي النقدي والتربية الرقمية في التعامل مع ثقافة الميمز التي تغزو عالمنا.

[1] داكنز، ريتشارد (1981).  الجين الأناني  (نُشر مع مُحرر مُصحَّح). أكسفورد: جامعة أكسفورد.

[2] الصندوق الأوروبي للديمقراطية. (6 يونيو/حزيران 2016). ما هي الحرب الميمية وكيف تهدد القيم الديمقراطية؟ الصندوق الأوروبي للديمقراطية.

[3] سيلفرمان، سي.، وكاو، جيه. (2022، 11 مارس). يبدو أن مزرعة متصيدين روسية سيئة السمعة مصدر دعاية معادية لأوكرانيا . بروبابليكا. https://www.propublica.org/article/infamous-russian-troll-farm-appears-to-be-source-of-anti-ukraine-propaganda

[4] بروسر، م. ب. (2006). علم الميمات: صناعة متنامية في العمليات العسكرية الأمريكية [رسالة ماجستير، جامعة مشاة البحرية]. مشاة البحرية الأمريكية. https://archive.org/details/a507172

 

[5] سيجل، جاكوب (31 يناير/كانون الثاني 2017).  “هل أمريكا مستعدة لحرب الميمات؟”

ما تقييمك لهذا المقال؟
⭐ متوسط التقييم: 5 من 5 (3 صوت)
📂 التصنيفات: دراسات

أضف تعليقًا

الحقول المشار إليها بـ * إلزامية.